يحدث عند بعضهم أن يلتجئ إلى الصمت ملاذا أخيرا، إما مرغما أو بعد خيبة أمل، أو بعد صدمة، أو لحكمة ….
من عادات المجتمع العربي أن سكوت الفتاة عند طلب الزواج منها يعتبر رضا، فكان الصمت هنا موافقة.
في الثقافة العربية يعتبر الساكت عن الحق شيطان أخرس، فكان الصمت هنا خيانة.
قد يكون الصمت للاستراحة من الأسئلة المحرجة وتفاديا لمجادلة الجهلة، وهو سبيل مريم حينما صامت عن الكلام، ملتزمة بقوله سبحانه وتعالى “فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا”، فكان الصمت هنا راحة.
في أخلاق المسلمين الصمت وقاية من الحسد حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود”. فكان الصمت هنا وقاية.
الكثير من الشعراء كتبوا عن الصمت، عند نزار قباني مثلا الصمت نوع من الجمال، فقال في إحدى قصائده ” إذا وقفت أمام حسنك صامتا …فالصمت في حرم الجمال جمال”، كما أن الكلمات عند نزار لا فائدة إذا نطق بها اللسان فيقول “كلماتنا في الحب تقتل حبنا…إن الحروف تموت حين تقال”، فكان الصمت هنا إحساس رومانسي.
في عالم الاقتصاد تجد رجال المال والأعمال لا يتكلمون كثيرا، وهو ما يعتبر سابعا للمستحيلات عند رجال السياسة، فكان هنا الصمت والكلام وسيلة.
قد يفهم من الصمت تفادي اتخاد المواقف، فأطلق على الفئة التي لا تعبر عن موقفها في المجتمعات العربية بالأغلبية الصامتة، فكان الصمت هنا هروب.
هناك مثل يقول ” الدبلوماسي رجل يدير لسانه في فمه سبع مرات قبل أن يتكلم”، ففي بعض الأحيان كلمة غير محسوبة قد تؤدي إلى نتائج رهيبة، فكان الصمت هنا حكمة.
يستخدم العاشقون عبارة “عجز اللسان عن الكلام” للتعبير عن مدى حبهم لطرفهم الثاني، لكن النكبة والصدمة تؤدي بالبعض إلى عجز اللسان عن الكلام، فكان الصمت هنا مرض.
سكوت أحد العلماء عند الاتفاق على قضية دينية معينة لا يحقق الاجماع عليها، فكان الصمت هنا عدم الموافقة.