تُولِيبْ كيف حالك،
هل لازلتِ في آخر الشارع على الرأس يمينا، وخلفنا المحيط.
تُولِيبْ.. وانا أكتب لك هذه السطور أحن إلى نفسي فيك، وأتذكر داك الجسد النحيل، المفعم بالعواطف، أحيانا كثرة الخيبات تفرغنا من أشيائنا البسيطة والعفوية، لتجعلنا أجساد فارغة.
لا أعرف كيف أحببتك يا تُولِيبْ، هي صورتك الوحيدة من ذلك الزمن التي بقيت مرسومة بذاكرتي، أرى فيك يا تُولِيبْ ذلك المتهور بعفويته، الدائم الشرود، في ذلك المكان الذي لا أعرف حتى إحداثياته وأبعاده،
تُولِيبْ، كيف حال صديقتي، علِمْتُ أنها تزوجت، وأنجبت، أتمنى أن تعتني بها، خصصي لها الزاوية المرتفعة من يسار الباب الذي تعودت الدخول منه، بلغي لها دعواتي لها بالتوفيق والنجاح.
لا تنسي يا تُولِيبْ أن تبلغي صديقتي حنيني للقاءاتنا في تلك الزاوية، قولي لصديقتي يا تُولِيبْ أنني سعيد بكل ما وصلني عنها من أخبار سارة، ولا تنسي يا تُولِيبْ أن تخبريها بأنني أتمنى لها مزيدا من الأفراح، وأدعو لها بظهر الغيب بالتوفيق.
عشر سنين خلت لم أعد أحمل في ذاكرتي سوى أجزاء مبعثرة لصورك وأنت تحتفلين بنا بهدوء، لا اعرف كيف سافرت اللحظة إلى زمنك البسيط، أتأمل زاويتك المرتفعة وصورك التي كانت تغطي جنبات المكان.
أتذكر يا تُولِيبْ كم كنت سعيدا وأنا أرسم المستقبل بكل تفاصيله على نغمات الموسيقى التي تملأ المكان، ليس دائما الطريق التي نرسمها تؤدي إلى المستقبل، بل كل الطرق تقود اليه، لكن حين يسخر الله الألطاف لتحرسنا لا يسعنا إلا أن نقول الحمد لله.
يبدو أن زمن التكنولوجيا لم يترك الحنين يتسرب إلى ما تبقى في دواخلي من أحاسيس تجعلني أفكر في السفر إليك، هي البساطة دائما من كانت تصنع المعجزات بيننا.
آسف تُولِيبْ…بوما ما سأزورك،
الجيلالي لكتاتي في 23/05/2017